×||| واجبنا نحو القرآن الكريم [ الدرس الثالث والاخير ] |||×ღ,¸¸,ღ

الدرس الثالث والأخير من دروس واجبنا نحو القرآن الكريم

العمل والتخلق .
حافظ القرآن والتالي له ليس كغيره من الناس ، بل هو من اشرف الناس ، ولهذا ينبغي أن يكون متميزاً بهذا القرآن الذي حفظه وذلك بالعمل بأوامره والانتهاء عما نهي عنه والتخلق بأخلاقه والتحلي بآدابه وليكن في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة " فقد أوجزت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها القول عندما سئلت عن خلقه فقالت كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن " .
وسنذكر هنا نقاط مختصره توضح أهمية العمل بالقرآن :
أ- العمل بالقرآن في الكتاب والسنة :
1- الربط بين تلاوة القرآن والعمل به:
أمر مولانا سبحانه وتعالى عباده بهذا القرآن والمبادرة إلى ذلك قال تعالى " وهذا كتابٌ انزلناهُ مباركٌ واتقوا لعلكم ترحمون " الانعام :155
وكذلك في قوله تعالى " الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون " البقرة : 121
وكذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه : والذي نفسي بيده ، إن حق تلاوته أن يحل حلاله ، ويحرم حرامه ، ويقرأه كما انزل ".
2- تعظيم المدح والثواب بالعمل بالقرآن :
إن لحافظ القرآن الكريم اجراً عظيماً وثواباُ جزيلاً وذلك يتحقق بعمله بالقرآن كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " يؤتي بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران . . . تحاجان عن صاحبهما .
3- الذم والتحذير من ترك العمل به ومخالفة ما جاء به القرآن :
ورد الذم الشديد لترك العمل فيما قاله جل وعلا عن الأمم السابقة كما في قوله تعالى " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون " البقرة : 44.
وضرب الله للذين لا يعملون بما يعلمون أقبح الامثله فقال : " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين " الجمعة : 5
ويدخل في عموم هذا التشبيه القبيح والمثل السيئ " من يحفظ القرآن من أهل ملتنا ثم لا يفهمه ولا يعمل به " كما يدخل ايضاَ في الوعيد العظيم الذي ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " يُجاء بالرجل يوم القيامة فيلقي في النار فتندلق اقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ، قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه "
فليحذر حامل القرآن من التهاون في العمل به أو العمل بما يخالفه ويعارضه فإن الوعيد على ذلك عظيم والعذاب المترتب عليه شديد وأعظم من ذلك ورود الوعيد والعذاب المخصوص بمن ترك العمل بالقرآن الكريم كما ورد في الحديث الطويل في ذكر الأعمال السيئة وعقابها حيث قال صلى الله عليه وسلم " أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ".
ب- المنهج النبوي يجمع بين تعليم القرآن والعمل به :
كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على العمل والعمل ، فكان يلقنهم القرآن ليتقنوا تلاوته ويفسره لهم ليفهموا معناهـ ويبين أحكامه ليعملوا به وهو قدوتهم في ذلك .
وشاهد ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه " كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن ، والعمل بهن .
ومن هنا يتضح بجلاء إن من الواجب نحو كتاب الله وخاصة لقرائه وحفاظه أن يعملوا به ويكونوا مصاحف تمشي على الأرض وترجمة عملية لأحكام القرآن وأخلاقه وأن يكونوا القدوات التي سبق إلى كل خير ، وتسمو إلى كل مكرمة ، وتبادر إلى المزيد من الطاعات والقربان ، ولعل أهل القرآن يعوا أهمية تميزهم بالأكمل والأفضل من الأعمال والأحوال وأن نتخلق بأخلاقه حتى نكون من السعداء في الدنيا والآخرة .
الدعوة والتعليم :
لقد أمرنا الله سبحانه المؤمنين بالدعوة إليه وهدى الناس إلى صراط المستقيم وأمر الناس بالمعروف والنهي عن المنكر .
وكانت مهمة الرسل الأولى الدعوة إلى الله وقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه القرآن ويدعو الناس لهذا الدين وقد أشار الحق سبحانه لهذه المهمة بقوله " هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو ءايته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبين " الجمعه :2
ولقد علق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قلوب أمته بكتاب الله وحثهم على تعلُمه وتعليمه فقال صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " فأدرك الصحابة رضي الله عنهم شرف وعظمة هذه المهمة المباركة وبادروا إلى تعليم الناس القرآن ودعوتهم إليه فقد كان جماعة من الصحابة نصبوا أنفسهم للإقراء وتعليم الناس القرآن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولم يكتف الصحابة رضي الله عنه بإقراء القرآن في المدينة بل خرجوا إلى البلاد التي فتحها المسلمون يعلمون أهلها القرآن فهذا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يخرج إلى الكوفة فيعلم الناس القراءة حتى بلغ عدد من اخذوا عنه ما يقرب من نحو 4000 قارئ وهذا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يعلم الناس القرآن في دمشق .
هكذا كان حال سلفنا مع القرآن تعليماً ونشراً ودعوة إليه فهلا نتأسى الخلف بالسلف حتى نسعد كما سعدوا ونفوز كما فازوا .
وبهذا تم وبحمد منه وفضله كتابة هذه الدروس ؛ واسئل المولى عز وجل أن ينفعنا في علِمنا وأعمالنا وأن يجعلها شفيعة لنا لا علينا .
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

مشكوووووووووووووورة